في صفقة هزت عالم كرة القدم الأميركية، يبدو أن الملياردير إيلون ماسك على وشك أن يصبح المالك الجديد لفريق مينيسوتا فايكنج. الفريق المملوك حاليًا لزيغي ويلف، قد يتم بيعه مقابل 7.5 مليار دولار، وهو مبلغ قياسي يفوق بكثير البيع الأخير لفريق واشنطن كوماندرز مقابل 6.05 مليار دولار.
وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، أبدى ماسك اهتمامه الجاد بشراء فريق الفايكنج، وهو فريق يتمتع بتاريخ غني وقاعدة جماهيرية متحمسة. وقد حظي ويلف، الذي يمتلك الفريق منذ عام 2005، بالثناء لدوره في تحديث الامتياز، بما في ذلك بناء ملعب يو إس بانك، وهو جوهرة معمارية تجذب ملايين الزوار.
قد يصبح هذا الاستحواذ المحتمل أكبر صفقة في تاريخ دوري كرة القدم الأميركي، مما يعزز سمعة ماسك كمبتكر وصاحب رؤية. ولكن لماذا يتجه قطب التكنولوجيا إلى كرة القدم الأميركية؟
لا يكتفي إيلون ماسك بشراء فريق. بل تشير الشائعات إلى أنه يخطط لدمج خبرته التقنية لتحويل فريق الفايكنج إلى فريق متطور يجمع بين الرياضة والترفيه والابتكار. فمن تيسلا إلى سبيس إكس، يتمتع ماسك بتاريخ طويل في تجاوز حدود الصناعات التي يتعامل معها. ومع فريق الفايكنج، قد يتطلع إلى تقنيات تغير قواعد اللعبة مثل تحليلات الرياضة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتجارب المشجعين الغامرة، وحتى الملاعب الصديقة للبيئة التي تعمل بالطاقة الشمسية.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر: “لا يرى إيلون ماسك فريق الفايكنج باعتباره مجرد فريق كرة قدم. بل ينظر إليه باعتباره مؤسسة ثقافية ذات إمكانات عالمية”.
كانت ردود الفعل على هذه الأخبار متباينة بين مشجعي فريق الفايكنج ومجتمع اتحاد كرة القدم الأميركي. ويرى بعض المشجعين أنها فرصة مثيرة.
“إذا كان بإمكان إيلون ماسك بناء صواريخ وسيارات كهربائية، فتخيل ما يمكنه فعله لفريق الفايكنج!”، هكذا علق أحد المشجعين بحماس. “قد يعني هذا إنشاء ملاعب مستقبلية وتجربة فريدة للمشجعين”.
لكن آخرين أكثر تشككا. فالجدال الدائر حول ماسك، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يثير قلق بعض مؤيديه.
“يقول أحد المعجبين الحذرين: “”ماسك يقود فريقي؟ ماذا لو غرد مرة أخرى بشيء مثير للجدل؟ نحن بحاجة إلى الاستقرار، وليس التجارب””.”
إذا تمت عملية الاستحواذ، فإن وصول ماسك إلى دوري كرة القدم الأميركي قد يكون بمثابة تغيير كبير. فمن ناحية، قد تعمل كاريزمته وميله إلى الابتكار على تنشيط الدوري، وجذب جيل جديد من المشجعين. ومن ناحية أخرى، قد تشكل شخصيته المثيرة للجدال ونهجه غير المتوقع في بعض الأحيان تحديات للمالكين التقليديين لدوري كرة القدم الأميركي.
إن أي صفقة بهذا الحجم سوف تتطلب موافقة من مالكي الدوري الآخرين، لذا يبقى السؤال: هل ماسك، برؤيته الجريئة، على استعداد لاحترام التقاليد مع إضفاء حياة جديدة على دوري كرة القدم الأميركي؟
بالنسبة لـ Zygi Wilf، فإن البيع من شأنه أن يمثل نهاية حقبة اتسمت بلحظات تاريخية، مثل ظهور Vikings في بطولة NFC في عام 2017. سيتذكر المشجعون Wilf باعتباره مالكًا مخلصًا يهتم بالفريق ومجتمعه.
مع تولي ماسك القيادة، يبدو مستقبل الفايكنج مشرقًا، وإن كان غير مؤكد إلى حد كبير. وتكثر التكهنات حول ما قد يجلبه، من التكنولوجيا المتطورة إلى الاستراتيجيات الجديدة على أرض الملعب.
سواء كانت هذه الصفقة ستؤدي إلى بطولة سوبر بول التي طال انتظارها أو إلى إعادة تعريف معايير إدارة الفرق الرياضية، فإن هناك شيء واحد مؤكد: إيلون ماسك مستعد لترك بصمة لا تمحى على دوري كرة القدم الأميركي.
قد يصبح فريق مينيسوتا فايكنج أكثر من مجرد فريق كرة قدم. فقد يجسد رؤية ماسك الكبرى القادمة، والتي تجمع بين الابتكار التكنولوجي والشغف بالرياضة. والوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت هذه الخطوة الجريئة ستحدث ثورة في الرياضة الأكثر شعبية في أمريكا.