تصدر جيك بول، شخصية وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية التي تحولت إلى ملاكم، عناوين الأخبار مؤخرًا برفضه عرضًا مربحًا لمحاربة أسطورة الملاكمة مايك تايسون في المملكة العربية السعودية. وجاءت الدعوة من ملياردير سعودي اقترح مواجهة ثانية بين الملاكمين، بقيمة محتملة تقارب 700 مليون دولار. وعلى الرغم من المبلغ الباهظ، رفض بول العرض، مستشهدا بمبادئه الشخصية وقناعته بالبقاء وفيا لهويته كملاكم أمريكي.
في بيان عام، أوضح بول قراره، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أنه منفتح على قتال أي شخص في عالم الملاكمة، بما في ذلك تايسون، إلا أن احتمال المنافسة في المملكة العربية السعودية لا يتوافق مع قيمه. وقال: «لم أقاتل قط في السعودية، ولا حتى من أجل مليار دولار»، مؤكداً أن مبادئه تفوق المكاسب المالية. وأوضح بول، الذي بنى مسيرته في الملاكمة على المباريات رفيعة المستوى والشهرة عبر الإنترنت، أنه لا يتفق مع الطبيعة الجادة لهذه الرياضة في المملكة العربية السعودية، والتي يعتقد أنها تتناقض مع النهج غير الرسمي والموجه نحو الترفيه يمثله في معاركه.
وجاء العرض السعودي بعد الاهتمام المتزايد بمحاولات البلاد لتصبح مركزًا للأحداث الرياضية رفيعة المستوى، خاصة في الرياضات القتالية مثل الملاكمة والفنون القتالية المختلطة. في السنوات الأخيرة، استثمرت المملكة العربية السعودية بشكل كبير في تأمين الأحداث الدولية الكبرى، بما في ذلك سباقات الفورمولا 1 وعروض المصارعة العالمية الترفيهية (WWE) ومباريات كرة القدم الكبرى. وتعمل الحكومة السعودية أيضًا على تشجيع الرياضة كجزء من مبادرتها الأوسع “رؤية 2030″، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد وتقليل اعتمادها على عائدات النفط. كانت أحداث الملاكمة، على وجه الخصوص، هدفًا رئيسيًا، مع نوبات رفيعة المستوى مثل أنتوني جوشوا ضد. آندي رويز جونيور التي تجري في المملكة.
كان مايك تايسون أحد أكثر الرجال رعبًا في الملاكمة، وقد شارك في عدد من المشاريع التجارية منذ تقاعده من هذه الرياضة. وكانت هناك تكهنات حول عودة تايسون إلى الحلبة منذ سنوات، ويعتبره الكثيرون منافسًا مثاليًا لبول، الذي تميزت مسيرته في الملاكمة بمزيج من الانتصارات ضد مؤثرين آخرين وملاكمين متقاعدين. أعرب تايسون نفسه عن اهتمامه باحتمال إعادة المباراة مع بول، مستشهداً بتاريخهما المشترك كشخصيتين مشهورتين في الرياضات القتالية.
ومع ذلك، على الرغم من الحافز المالي الضخم واحتمال حدوث مواجهة بين شخصيتين مستقطبتين، أثار رفض بول جدلاً داخل مجتمع الملاكمة. يجادل النقاد بأن العرض كان فرصة لصنع التاريخ ويعتقد الكثيرون أن بولس كان يجب أن يقبله. ومن ناحية أخرى، يعجب البعض بموقف بول، ويرون فيه دليلاً على نزاهته في صناعة ترتبط غالباً بالفساد والجشع.
في حين أن قرار بول قد يكون قد خيب آمال بعض المعجبين والمروجين المحتملين، فمن الواضح أن اليوتيوب الذي تحول إلى ملاكم لم يكن مدفوعًا فقط بالمكاسب المالية. لقد أكد مرارًا وتكرارًا أن هدفه هو تحقيق الاحترام داخل الرياضة، ولا يزال طريقه إلى الأمام غير مؤكد. يبقى أن نرى ما إذا كان سيعيد النظر في قتال تايسون في المستقبل أو سيبحث عن خصوم آخرين بارزين. ومع ذلك، فإن رفض بول القتال في المملكة العربية السعودية هو تذكير بأن الملاكمة، على الرغم من كونها رياضة مدفوعة بالمال والمشاهد، تظل رحلة شخصية عميقة للرياضيين.