كان ذلك في عام 1989، وهو الوقت الذي كان فيه مايك تايسون ومايكل جاكسون في قمة مجدهما المهني. كان بطل العالم للوزن الثقيل وملك البوب ـ كلاهما ـ رمزين لجيلهما، وكان كل منهما يحظى باهتمام وإعجاب عالميين.
عندما انتهى الحفل، وجدنا أنفسنا بالقرب من المخرج حيث كان مايكل ينتظر سيارته. لم يكن هناك سوى عدد قليل منا في تلك اللحظة – مايكل وحاشيته وأنا. لم أستطع مقاومة فرصة الاقتراب منه، على الرغم من شعوري بالتوتر قليلاً في وجوده. بعد كل شيء، كنت معتادًا على أن أكون بطل العالم للوزن الثقيل المخيف والمحترم.
وبينما اقتربت، التفت مايكل جاكسون نحوي. وسألني بصوته الناعم المميز: “هل أعرفك من مكان ما؟”. أصابني فضوله البريء على نحو غير متوقع. كنت هنا في قمة شهرتي، ولم يتعرف علي مايكل جاكسون. لقد كانت ضربة قوية لأنانيتي، ولكنها كانت أيضًا لحظة متواضعة.
في تلك اللحظة، أدركت كيف يمكن للشهرة أن تكون طريقًا ذا اتجاهين. نعم، كنت معروفًا في جميع أنحاء العالم ببراعتي في الحلبة، لكن لم يكن الجميع يعرفونني خارج هذا السياق. جمعت نفسي ورددت باحترام: “لا سيدي، أنت لا تعرفني. لقد أتيت إلى عرضك الليلة لأنني معجب بك كثيرًا”. أومأ مايكل برأسه متفهمًا، وحافظ على رباطة جأشه بينما ودعني ودخل سيارته المنتظرة.
وعندما فكرت في هذا التفاعل القصير في وقت لاحق، ضحكت في نفسي. لقد تحدى مايكل جاكسون شعوري بأهميتي الذاتية تلك الليلة دون أن يدري. لقد جعلني سؤاله الصادق أعيد النظر في الطريقة التي أتصور بها الشهرة والتقدير. لقد كان درساً في التواضع وتذكيراً بأن حتى أكبر النجوم قد لا يكونون على دراية ببعضهم البعض خارج نطاقهم الخاص.
وبينما واصلت رحلتي في عالم الملاكمة وما بعده، كنت أتذكر ذلك اللقاء في كثير من الأحيان. وأصبح قصة أشاركها مع الأصدقاء والعائلة، موضحة مدى عدم القدرة على التنبؤ والإنسانية التي تكمن وراء حتى أكثر اللحظات بريقًا.
على مدى العقود التي تلت ذلك، واجه كل من مايكل جاكسون وأنا محنته وانتصاراته. ومع ذلك، تظل تلك الليلة في كليفلاند ذكرى مؤلمة ــ لحظة تقاطع فيها رمزان لفترة وجيزة، وتركا بصمة لا تمحى على حياة كل منهما.
والآن، كلما استمعت إلى موسيقى مايكل جاكسون أو شاهدت عروضه تعاد، لا أتذكر موهبته التي لا مثيل لها فحسب، بل أتذكر أيضاً ذلك السؤال المتواضع الذي طرحه علي منذ زمن بعيد. إنه تذكير بأن العظمة الحقيقية تمتد إلى ما هو أبعد من الشهرة ــ إنها تكمن في القدرة على التواصل، ولو بشكل عابر، مع الآخرين على المستوى الإنساني.
وهكذا، فإن قصة لقائي مع مايكل جاكسون تشكل شهادة على تعقيدات الشهرة والطرق غير المتوقعة التي يمكن أن تؤثر بها على حياتنا.