أوسيك يرفض جيك بول قبل مواجهة مايك تايسون: “سيحتاج للقتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهره”
مع استمرار التوقعات بمباراة مرتقبة بين مايك تايسون وجيك بول، أوضح أحد الملاكمين البارزين موقفه من مهارات بول في الملاكمة. فقد رفض أوليكساندر أوسيك، بطل الوزن الثقيل الحالي، مؤخرًا فرص جيك بول في النجاح في مباراة جادة ضد مقاتل مثل تايسون، مشيرًا إلى أن بول سيحتاج إلى القتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهره حتى يحظى بفرصة الفوز.
في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة التي طال انتظارها بين تايسون وجيك بول، طُلب من أوسيك إبداء رأيه في صعود بول في عالم الملاكمة. وبلهجة من عدم التصديق، لم يتردد بطل الوزن الثقيل الأوكراني في الرد. وقال أوسيك: “جيك بول لا يشكل تهديدًا حقيقيًا لتايسون. سيحتاج إلى القتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهره فقط لجعل المباراة مثيرة للاهتمام”.
وقد أضافت تصريحاته، التي أدلى بها بثقة معتادة، وقوداً للنقاش الدائر حول شرعية بول في حلبة الملاكمة. وكان أوسيك، الذي نجح في الدفاع عن لقبه في الوزن الثقيل عدة مرات، صريحاً في اعتقاده بأن بول، على الرغم من شهرته وانتصاراته الأخيرة، بعيد كل البعد عن مستوى المقاتلين المخضرمين مثل تايسون.
تصدر جيك بول عناوين الأخبار في السنوات الأخيرة بعد تحوله من نجم على موقع يوتيوب إلى ملاكم محترف. وقد أثارت معاركه البارزة، بما في ذلك انتصاره بالضربة القاضية على بطل فنون القتال المختلطة السابق تايرون وودلي، الشكوك والريبة داخل مجتمع الملاكمة. وبينما يرى البعض أن بول موهبة صاعدة، يعتقد كثيرون، بما في ذلك أوسيك، أن نجاحه حتى الآن كان إلى حد كبير من خلال خصوم تم اختيارهم بعناية.
وتأتي تعليقات أوسيك في إطار اتجاه أوسع نطاقاً من جانب الملاكمين الراسخين الذين يشككون في قدرة بول على المنافسة على أعلى مستويات هذه الرياضة. وفي حين اكتسب بول اهتماماً بشخصيته الجريئة وانتصاراته بالضربة القاضية، يزعم العديد من المنتقدين أن مهاراته لم تصل بعد إلى مستوى البطولة، وخاصة عند مقارنتها بملاكمين من النخبة مثل تايسون.
تكتسب مباراة تايسون ضد بول اهتمامًا سريعًا، حيث يستعد تايسون، بطل الوزن الثقيل السابق بلا منازع، للعودة في سن 58 عامًا. وعلى الرغم من عمره، يظل تايسون شخصية مخيفة في هذه الرياضة، ومعروفًا بمجموعاته السريعة وقوته القاسية في الحلبة. من ناحية أخرى، لم يواجه بول خصمًا من عيار تايسون، ويتساءل العديد من المشجعين والمحللين عما إذا كان المؤثر الذي تحول إلى مقاتل يمكنه الصمود أمام قوة تايسون الأسطورية في اللكمات.
إن اقتراح أوسيك بأن بول سيحتاج إلى القتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهره يؤكد التفاوت بين المقاتلين. يرى الكثيرون أن خبرة تايسون وقوته وذكائه في الحلبة تشكل عقبات لا يمكن التغلب عليها بالنسبة لبول الأصغر سناً، الذي لا يزال يبني سمعته كمقاتل شرعي.
كما تسلط تعليقات أوسيك الضوء على ثقته وإيمانه بالقيم التقليدية للملاكمة. فبعد أن انتقل من وزن الخفيف إلى الوزن الثقيل وحصل على ألقاب رابطة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة العالمية والاتحاد الدولي للملاكمة، اكتسب أوسيك احترام عالم الملاكمة من خلال العمل الجاد والانضباط والمهارة التي لا يمكن إنكارها. ويعكس رفضه لبول الازدراء الذي يشعر به العديد من أفراد مجتمع الملاكمة المحترفة تجاه ما يعتبرونه جانبًا تجاريًا مفرطًا من هذه الرياضة.
بالنسبة لأوسيك، فإن رياضة الملاكمة تتلخص في إثبات الذات أمام أفضل اللاعبين، وليس الاعتماد على التسويق الفيروسي أو وسائل التواصل الاجتماعي لكسب موطئ قدم. وتشير تصريحاته إلى أنه في حين قد تجلب معارك المشاهير قيمة ترفيهية، إلا أنها لا تقارن بالشجاعة والعزيمة اللازمتين للنجاح على أعلى المستويات.
مع اقتراب موعد مباراة تايسون وبول، ستتجه كل الأنظار إلى ما إذا كان بول قادراً على إثبات خطأ منتقديه أو ما إذا كان تايسون سيضيف ضربة قاضية أخرى إلى مسيرته المهنية. ولا شك أن المباراة ستجذب حشداً هائلاً من الناس، وبغض النظر عن النتيجة، فإنها ستخلف آثاراً دائمة على مستقبل مباريات الملاكمة التي يقودها المشاهير.
ورغم أن رفض أوسيك لبول كان قاسياً، فإنه يشير إلى التوتر المتزايد بين عالم الملاكمة التقليدي وصعود المقاتلين المشاهير. والواقع أن الزمن وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان جيك بول قادراً على الاستمرار في إثبات جدارته في الحلبة، ولكن هناك أمر واحد واضح: وهو أن المقاتلين النخبة مثل أوسيك يعتقدون أن الطريق إلى الشرعية طويل وصعب.